Minggu, 07 Juli 2013

صحيح مسلم

Moh. Hasyim Abd. Qadir


المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا . والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس وآتاه الحكمة وجوامع الكلم وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
 أما بعد فإن السنة هي المصدر التشريعي الثاني - من المصادر المتفق عليها لدى المسلمين - بعد كتاب الله عز و جل فهي أصل من أصول الدين ومنها خصيب للتشريع ودليل أساسي من أدلة الأحكام تعرفنا حكم الله سبحانه وتعالى في كل كبير وصغير فهي جامعة مانعة عامة شاملة لا تفوتها شاردة ولا واردة إلا وقد أعطتها حكما شرعيا فيها بيان لما كان وما سيكون وفيها تنظيم عملي رائع لشؤون الحياة مستوحى عن الله تعالى خالق الحياة ومن يحيا ومرتبط بمالك الملك والملكوت الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . فقلما تحدث حادثة أو تنزل نازلة إلا ونجد في السنة المطهرة الحكم الشافي والبيان الوافي لها .
فهذه الكتابة مقالة تحت الموضوع "صحيح مسلم" 


مسلم بن الحجاج (204 - 261هـ، 820 - 875م).
نسبه ومولده ووفاته
وهو أبو الحسن  مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أحد الأئمة فى الحديث. الإمام الحافظ الحجة، المصنف الشهير في الحديث وعلومه، صاحب الجامع الصحيح. ولد بنيسابور سنة 204. وتوفي سنه 261 بنيسابور عن 57 عاما.

نشأته
طلب مسلم بن الحجاج الحديث صغيرا وأول سماعه سنة 218هـ. انتفع كثيرًا بأحمد ابن حنبل والبخاري، ورحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق. لقي من الشيوخ جمعًا ، منهم إسحاق بن راهويه وزهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن المديني ومحمد بن يحيى القطعي، وقد ذكر الذهبي عشرات منهم في سير أعلام النبلاء. أما الراوون عنه فكثيرون منهم الترمذي وإبراهيم بن سفيان وأبو بكر بن خزيمة ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم.
وكان مسلم من أشهر الحفاظ، حتى قيل حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبدالله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. له مصنفات كثيرة أشهرها الجامع الصحيح. صنفه من 300,000  الحديث مسموع، فاشتمل على 12,000حديث. كتبه في 15 سنة ويحتوي على 4000 الأحاديث الصحاح من غير الكرر. قال مسلم: ما وضعت شيئًا في كتابي هذا المسند إلا بحجة وما أسقطت منه شيئاً إلا بحجة. وهو أحد الصحيحين المعول عليهما في حديث الرسول  وقد شرحه الكثيرون. قال عنه أبو علي النيسابوري الحافظ: "ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم".

مؤلفاته
 ألف مسلم في علم الحديث كتبا كثيرة منها كتابه الجامع الصحيح و المسند الكبيرعلي اسماء الرجال و الجامع الكبير علي ابواب و العلل و أوهام المحدثين و التمييز و من ليس له الا راو واحد وطبقات التابعين و المخضرمين وغير ذلك.


كتابه :  الجامع الصحيح
نبذة من الكتاب
وهو كتاب في الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويقع في الدرجة الثانية من الصحة صحيح البخارى, وقد سلك مسلم في صحيحه طريقة حكيمة جعلته سهل التناول قريب المـأخذ فهو يجمع الأحاديث المتناسبة فى مكان واحد ويذكرطرق الأحاديث التي اتضاها ويورد اسانيدهاالمعتمدة والفاظها مع ايجاز في العبارة وترتيب حسن واحتياط بالغ, وذكر مسلم في مقدمة جامعه الصحيح أنه ينقسم الأحاديث ثلاثة اقسام:
                    ·ما رواه الحفاظ المتـقنون
                    ·ما رواه المستورون المتوسطون فى الحفظ والاتقان
                    ·ما رواه الضعفاء المتروكون
و صحيح مسلم مرتب على ابواب الفقه غير أنه لم يذكر تراجم الأبواب فيه لئلا يزداد بـها رجم الكتاب

وصف الكتاب ومنهجه:
لقد توفرت عدة دواعي لتأليف هذا الكتاب؛ منها أن بعض من له عند المسلم حظوة، قد طلب منه ذلك، ومنها أن مسلم أراد أن يقرر منهجه في نقد الأحاديث، وما يعتمد وما لا يعتمد في باب الرواية والعمل، ومنها أراد أن يبين حد الصحيح، وأهم من هذا كله أن مسلم أراد أن يجمع ما صح عنده من السنة النبوية، على غرار ما فعله شيخه البخاري ،.. إلى غير سبب يستفاد من مقدمته لكتابه.
وقد نهج مسلم في هذا الكتاب المنهج التالي: جمع(5505) نصًا صحيحًا مسندًا، تشتمل على كثير من أصول الشرع الشريف، في جميع جوانبه العملية والاعتقادية، ثم رتبها في عدة كتب، وأدرج تحت كل كتاب عددًا من الأبواب، كل باب به عدد من النصوص يختلف قلة أو كثرة.
وقد بدأ بـ " كتاب الإيمان " فـ " كتاب الطهارة " ،... وهكذا حتى ختم الكتاب بـ " كتاب التفسير ".
و مسلم يسوق النص الواحد بعدد من الأسانيد، يكون الإسناد الأول هو الأصل، وغيره من باب المتابعات والشواهد.
وقد يجمع هذه الأسانيد على سند واحد إذا كان بينها راو مشترك، ويستخدم حرف التحويل [ح].
و مسلم لا يكرر المتن مع كل سند يذكره، بل يحيل على المتن المذكور مع السند الأول، إلا إذا كان هناك زيادة في المتن فإنه يذكرها.
وثمة بعض السمات التي تسترعي انتباه المطالع لصحيح الإمام مسلم
- لم يستوعب الصحيح ولم يقصد إليه.
- لم يكرر شيئًا من أحاديث الكتاب في غيرما موضع إلا في القليل النادر.
- لم يخرج من الموقوف إلا النزر اليسير.
- حرص على ألا يقع في كتابه من المعلقات إلا أقل القليل.
فهذه بعض سمات صحيح مسلم، التي تظهر لمطالع الكتاب بالنظر العابر، وأما الكتاب، فبحر زاخر، ومرعى خصب، بل حديقة غناء، يُطَوِّف فيها طالب العلم فلا يرتوي من معينها الصافي، وكلما نهل منها زاد نهمه،

شروح صحيح مسلم ومختصراته
شرح صحيح مسلم كثير من العلماء وذكر منها صاحب  كشف الظنون نحو خمسة عشر شرحا من أشهرها المنهاج للحافظ الامام أبى زكريا يحيى بن شرف النووى الشافعى (توفي سنة 676) و إكمال الاكمال لأ بى الفرج عيسى بن مسعود الزواوى(743) وهو شرح كبير فى خمس مجلدات جمع عدة شروح سبقته, و إكمال المعلم بفوائد كتاب مسلم للامام أبى عبد الله محمد بن خلفة الأبيى المالكى (المتوفى سنة 828) فى أربع مجلدات ضمنه شروح المازرى وعياض و القرطبى  و النووى مع بعض الزيادات, و الابتهاج للشيخ أحمد الخطيب القسطلانى الشافعى (923) بلغ الى نحو نصفه فى ثمانية أجزاء كبيرة, وشرح الشيخ على القارى الهروى نزيل مكة المكرمة (1016) فى أربع مجلدات.
و من أشهر مختصراته هو تلخيص كتاب مسلم وشرحه لأحمد بن عمر القرطبى (656) ومختصر الامام زكيى الدين عبد العظيم المنذرى (656) ومختصر زوائد مسلم على البخارى لسراج الدين عمر بن على بن الملقن الشافعى (804) وهو كبير فى أربع مجلدات, وكتاب فى أسماء رجال مسلم لأبى بكر أحمد بن على الاصهبانى.

المقارنة بين الصحيحين
التزم كل من البخارى ومسلم ألا يخرج فى كتابه غير الأحاديث الصحيحة وكتاباهما اشتركا في اصل الصحة لكن صحيح اللخارى من صحيح مسلم ويدل علي ذلك امران
                    ·شهادة اهل الفن وجهابذة الحديث فمن ذلك ما رواه الحافظ  ابن حجر عن أبي عبد الرحمن النسائى انه قال: ما فى هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن اسماعيل. مع ان البخارى أعلم بهذا الفن من مسلم وهو أستاذ مسلم فيه حتى شهد له مسلم بالتفرد بمعرفة ذلك فى عصره.
                    ·أن مدار الحديث الصحيح على اتصال السند و اتقان الرجال والسلامة من الشذوذ والعلة و هذه الأوصاف فى كتاب البخارى أقوى منها فى كتاب مسلم. و اشترط البخارى أن يكون الراوى ثبت له لقاء المروى عنه ولو مرة واكتفى مسلم بمطلق المعاصرة وما الزم به مسلم البخارى من أنه يحتاج الى ألا يقبل العنعنة أصلا ليس بلازم لأن الراوى اذا ثبت له لقاء من راوى عنه مرة لا يجرى فى رواياته احتمال ألا يكون سمع منه لأنه يلزم من جريانه أن يكون مدلسا و المـسألة مفروضة فى غيـر المدلـس. وأما من حيث العدالة و الضبط فـلأن من تكلم فيهم من رجال مسلم سـتون و مائة ومن تكلم فيهم من رجال البخارى ثمانون, مع أن الثانى لم يكثر من أخرج حديثـهم و أغلبهم من شيوخه الذين أخــذ عنهم ومارس  حديثهم. وأما من جهة عدم الشذوذ و الاعلال فـــلأن الاحاديث التى انتقد فيها البخارى مما لم يشاركه فيها مسلم  ثمانية ةسبعون حديثا وما انتقد فيه مسلم كذلك ثلاثون ومائة أضف الى هذا ما فى البخارى من الاستنباطات الفقهية والدقائق الحكيمة مما عرى منه كتاب مسلم.
وعلى هذين الأمرين اتــفق العلماء على أن البخارى كان أجل من مسلم فى العلوم و أعرف بصناعة الحديث منه و أن مسلما تلميذه وخرّيجه ولم يزل يستــفد منه وبتبع آثاره حتى قال الدارقطنى: لو لا البخارى لما راح مسلم ولا جاء. لكن الانتصاف يدفعنا الى الاعتراف لمسلم بتلك المزيّـــة الجليلة والطريقة الحكيمة نعنى بها سهولة التناول من كتابه إذ جعل لكل حديث موضعا واحدا يليق به جمع فيه طرقه التى ارتضاها وأورد فيه أسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة مما يسهل على الطالب النظرفي وجوهه واقتطاف ثماره ويوله الثقة بجميع الطرق التى للحديث ولم يحم حول ذلك البخارى بل فرق طرق الحديث في الأبواب المختلفة.

شرط البخارى ومسلم فى صحيحهما
أقوال العلماء فى تحقيق شرط البخارى ومسلم فى صحيحهما الذى يعرف ذلك من سبر كتابهما:
                    ·قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى (المتوفى سنة 405) فى كتابه المدخل الى معرفة كتاب الأكليل : الدرجة الأولى من الصحيح اختيار البخارى ومسلم وهو أن يروى الحديث عن النبى صلى الله عليه و سلم الصحابى المشهور وله راويان  ثقتان, ثم يرويه عنه التابعى المشهور بالرواية عن الصحابى وله راويان  ثقتان ثم يرويه عنه من اتباع التابعين حافظ متقن وله رواة ثقات من الطبقة الرالعة ثم يكون شيخ البخارى أو مسلم حافظا مشهورا بالعدالة فى روايته.
                    ·قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسى (المتوفى سنة 507) فى شروط الا ئمة الستة: شرط البخارى و مسلم أن يخرج الحديث المتفق على ثقة نقلته من الصحابى المشهور من غير اختلاف بين الثقات الأنبات ويكون اسناده متصلا غير مقطوع وإن كان الصحابى راويان فصاعدا فحسن وإن لم يكن إلا راو واحد فصح الطريق اليه كفى. إلا أن البخارى ترك أحاديث أقوام لشبهة وقعت فى نفسه أخرج مسلم أحاديثهم لزوال الشبهة عنهم عنده.
                    ·ماقاله الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمى (المتوفى سنة 584) قال فى كتابه شروط الأئمة الخمسة ما ملخصه: مذهب من يخرج الصحيح ان يعتبر حال الراوى العدل فى مشايخه العدول وفيمن روى عنهم من الثقات فبعضهم حديثه صحيح ثابت يلوم اخراجه وبعضهم حديثه مدخول لا يصلح اخراجه إلا فى الشواهد والمتابعات وهذا باب فيه غموض وطريقة معرفة طبقات الرواة عن راو الأصل ومراتب مداركهم.

الإختتام
نسأل الله حسنها



Tidak ada komentar:

Posting Komentar